في الساعة الرابعة عصرا بتوقيت كوالالمبور ترى المدينة قد قلبت إلى أسواق شعبية تعرف بـ (بازار رمضان)
وهي عبارة عن أكشاك خشبية وخيام تقوم الحكومة الماليزية بالإشراف عليها وتحديد أماكن مخصصة لها وعادة تكون واقعة في وسط المناطق السكنية
في عادة تجارية تتكرر كل سنة في شهر رمضان ، كما تحظى هذه البازارات برعاية وإهتمام وزارة السياحة الماليزية حيث تقوم وزيرة السياحة الماليزية بتدشينها في مطلع الشهر المبارك كونها تعتبر من معالم الجذب السياحي، حيث يؤكد مدير عام هيئة السياحة الماليزية داتو حاج عزيزان نور الدين أهمية هذه البازارات بقوله “بأنها لم تعد مجرد نشاط تجاري فحسب بل نشاط اجتماعي وثقافي نجذب به السياح القادمين من الشرق الأوسط”
وفي هذه الأسواق تجد مالذ وطاب من الأكلات الماليزية التقليدية إضافة
إلى المقتنيات المنزلية والملابس والهدايا والتحف وتشهد إقبالا كثيفاً من قبل الزوار الذين يستمتعون بالتسوق فيها وسط جو رمضاني رائع حيث تقول وان ليزا وهي احدى البائعات في بازار كاجنج “يعتمد الماليزيون في المدن على تناول وجبة الإفطار خارج المنزل ويفضلون شرائها جاهزة من السوق وذلك لتطلبها وقتاً وجهدا لتحضيرها في المنزل”
كما يقوم الباعة في هذا السوق بالتفنن في عرض المأكولات والمشروبات وإغراء الزوار بالتخفيضات حيث يقول احد الباعة ويدعى غزالي”نقدم في محلنا هذا أطباق متنوعة من الأكلات الماليزية المميزة في هذا الشهر ننافس بها الأكشاك الأخرى وبأسعار في متناول الجميع” ثم انتقلنا بعد ذلك إلى السوق الواقع في شارع العرب (بوكيت بينتانج) حيث ترى جميع الأكشاك في هذا السوق متطابقة الشكل والمنظر و يراعي القائمين عليها المظهر العام للسوق
وتقدم في جنباتها تشكيلة واسعة من الوجبات الرمضانية
مثل (بوبور لامبوك) وهي عبارة عن هريسة من الأرز وحليب جوز الهند تضاف لها بعض من البهارات والتوابل وكذلك وجبة (مورتاباك) وهي اشبه بالمطبق اليمني كما تجد في هذا السوق الحلويات الغريبة في أسمائها والتي تحتاج إلى شيف ماليزي يعينك على فك شفرتها ، ومن هذه الحلويات حلوى( بوتيه ناغا) وتعني التنين الأبيض وهي عبارة عن شرائح موز تطبخ بالبخار وحلوى الأميرة المستحمة (بوتري ماندي) مثل المهلبية تقريباً وغيرها الكثير
بالإضافة إلى رائحة شواء الدجاج وحسائه الساخن إلى أصناف الرز المطبوخة مع اللحم والدجاج وأرز البرياني وغيرها كما يقام في هذا السوق مهرجانات ونشاطات ترفيهية تنادي السياح العرب إلى الخوض في تجربة الأسواق الرمضانية وتذوق الأكلات الماليزية والتعايش مع الأجواء الرمضانية في ماليزيا
كما يقول السائح فيصل السبيعي من السعودية “كنت في البداية لا أحب الأكلات الماليزية الموجودة في البازار بسبب ألوانها وأشكالها الغريبة إلى أن قمت بتذوقها حتى تغيرت نظرتي عنها واصبحت زائر منتظم للبازار”
وما يلفت انتباهك في هذه الأسواق أنها غير مقصورة على المسلمين بل تجد فيها غير المسلمين من الصينيين والهنود وغيرهم
حيث يقول المواطن الماليزي الهندي راجو كومان” في هذه الأسواق الموسمية نجد أطباق موسمية لا يوفرها المطبخ الماليزي إلا في هذا الشهر ” كما عبر على إحترامه للمسلمين بقوله” أنا أتفهم مشاعر المسلمين في الصيام لذلك أمتنع عن الطعام والشراب في الأماكن العامة
وفي هذا يقول الدكتور إبراهيم زين عميد معهد العالمي للفكر الإسلامي سابقاً”يعيش المسلمون هنا مع غيرهم من الأعراق على أسس من الاحترام الديني وتشعر بالتآلف والانسجام بين الأعراق الماليزية وهذا بدوره أعطى ماليزيا نكهة مميزة وطابع خاص.
ومن الأشياء التي تلفت الإنتباه أنه بعد صلاة المغرب في هذه الأسواق يرفع الجميع شعار ماليزيا نظيفة ويقومون بحملة تنظيف فما أن يدخل وقت العشاء حتى يكون الجميع قد أنتهى من ذلك فلا ترى أثار لبقايا طعام أو شراب بل وكأن شيئ لم يكن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق